إقليم النيل الأزرق
كان بيدرو بايز "Páez" أول أوروبيٍّ شاهد النيل الأزرق في إثيوبيا ومنبعه، وهو يسوعي إسباني وصل إلى منبع النهر في 21 أبريل/نيسان سنة 1618. قبل ذلك كان البرتغالي «جواو بيرموديس» -الذي يصف نفسه بطريرك إثيوبيا- قد قدّمَ الوصفَ الأولَ لشلالات نه
أيمن الهندي
3/6/20231 min read

كان بيدرو بايز "Páez" أول أوروبيٍّ شاهد النيل الأزرق في إثيوبيا ومنبعه، وهو يسوعي إسباني وصل إلى منبع النهر في 21 أبريل/نيسان سنة 1618.[10] قبل ذلك كان البرتغالي «جواو بيرموديس» -الذي يصف نفسه بطريرك إثيوبيا- قد قدّمَ الوصفَ الأولَ لشلالات نهر «تيس عاباي» في مذكراته المنشورة عام 1565، وذلك أيضاً كان شأنُ عددٍ من الأوروبيين ممّن عاشوا في إثيوبيا في أواخرِ القرن الخامسَ عشرَ من أمثال بيرو دا كوفيلا "Covilhã" الذي رأى النهر قبل وقتٍ طويلٍ من بايز، لكنه لم يصل إلى منبعه.
وصل المبشر اليسوعي البرتغالي «جيرونيمو لوبو» إلى مصدر النيل الصحيح أيضاً في العام 1629، وفي العام 1770 كذلك من قبل المستكشف الإسكتلندي «جيمس بروس».
وعلى الرغم من أن عدداً من المستكشفين الأوروبيين فكروا في تتبع مسار نهر النيل بدءاً من التقاء النيل الأزرق بالنيل الأبيض إلى بحيرة تانا، غير أن مضيقه -الذي يبدأ على بعد بضعة كيلومتراتٍ داخل الحدود الإثيوبية- قد أحبط كل المحاولات منذ محاولة «فريديريك كايود» في العام 1821. وأول محاولةٍ جادةٍ من قبل شخصٍ غير محلي لاستكشاف هذا الامتداد من النهر جرت من قبل الأمريكي «و. و. ماكميلان» في العام 1902 بمساعدة المستكشف النرويجي «ب. جنسن». سينتقل جنسن صُعُداً إلى أعلى النهر من الخرطوم بينما يبحر ماكميلان نزولاً في اتجاه المصب من بحيرة تانا. إلا أنه -مع ذلك- أوقفت قواربَ «جنسن» منحدراتُ «فاماكا» بالقرب من الحدود السودانية الإثيوبية، كما تحطمت قوارب «ماكميلان» بعد وقتٍ قصيرٍ من انطلاقها. شجع ماكميلان جنسن على محاولة الإبحار من الخرطوم مرةً أخرى في العام 1905، لكنه في محاولته الثانية اضطر للتوقف على مسافة خمسمئة كيلومترٍ (أو ثلاثمئة ميلٍ) من بحيرة تانا.[11] سجل ر. شيسمان "Cheesman" دهشته لدى وصوله إلى إثيوبيا عندما اكتشف أن المياه العليا لـ«أحد أكثر أنهار العالم شهرةً والذي كان اسمه معروفاً للقدماء» كانت موجودة في حياته «بواسطة الخطوط المنقطة»، وقد تمكن من رسم خريطة المسار العلوي للنيل الأزرق بين العامين 1925 و1933، وهو لم يفعل ذلك باتباع النهر على طول ضفافه وعبر الوادي غير المنقطع، ولكن بتتبعه من المرتفعات أعلاه حيث قطع مسافة ثمانية آلاف كم (أو خمسة آلاف ميلٍ) بواسطة بغل من البلد المجاور.[12]
مضيق وادي النيل الأزرق في إثيوبيا.
كان الرجال يسحبون بعضهم بعضاً بالحبل فوق الجسر الحجري القديم المتهدم لقطع وادي النيل الأزرق قبل بناء جسرٍ جديدٍ من قبل جمعية "جسور من أجل الازدهار" الخيرية.
الجسر المعلق على النيل الأزرق الذي اكتمل العام 2009، وهو الجسر المعلق بالكابلات الوحيد فوق النيل الأزرق في إثيوبيا.
الجسر المعلق على النيل الأزرق الذي اكتمل العام 2009، وهو الجسر المعلق بالكابلات الوحيد فوق النيا الأزرق في إثيوبيا. في الخمسينات والستينات من القرن الماضي كان العديد من صانعي الكاياك يجدفون على أجزاءٍ من الوادي. في العام 1968 -وبناءً على طلبٍ من «هيلا سيلاسي» [الإمبراطور الإثيوبي]- قام فريقٌ مكوّنٌ من ستين جندياً وعالماً بريطانياً وإثيوبياً بأول نزولٍ كاملٍ للنهر من بحيرة تانا إلى نقطةٍ بالقرب من الحدود السودانية بقيادة المستكشف «جون بلاشفورد سنيل».[13] استخدم الفريق "Avon Inflatables" المصممة خصيصاً، والقوارب الهجومية المعدلة للمهندسين الملكيين للتنقل في المنحدرات الهائلة. وبشكلٍ عامٍّ فقد غطت حملات التجديف اللاحقة في السبعينات والثمانينات أجزاءً من وادي النهر فقط.